هل أنت سعيد كقائد أو مدير تنفيذي؟


" إن خروج الإنسان على سجاياه، وانفصاله عن طباعه العقلية والنفسية التي لا عِوج فيها أمرٌ يفسِد على الإنسان حياته ويثيرُ الاضطراب في سلوكه" محمد الغزالي.

مبتغى الإنسان

مبتغى الإنسان منذ الأزل هو السعادة ووسيلتها الفطرية هي الابتعاد عن الألم ومن زاوية أخرى طرد الهم كما ذكر ابن حزم – رحمه الله- حيث أن البشر كلهم لم ولن يقفوا ابتداءً عند مجرد ابعاد الألم وطرد الهم فقط، بل هم في رحلة ترقي مستمرة للوصول لتلك السعادة المنشودة، لذلك يقفز العقل موجهاً الجسد بالبحث والحركة قبل تضاعف إحساس الجوع بحثاً عن ما يقيه ألم حاجة الجسم للغذاء منذ وهلة الجوع الأولى، وبعد لقيمات الشبع يكون سيد السعداء في وقتها وهذه أبسط صور الحاجة، روح متوازنة بين الألم واللذة والشقاء والراحة، وجسدٌ وجد كنزاً من الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين والإندروفين هرمونات القضاء على الألم وحصد شعور السعادة بأنواعها، ومن أعظم صور البحث عن السعادة هي رحلة البحث عن التقدير والمكانة والمعنى لطرد ألم حاجتها وفقدها والنعيم بسعادة تحصيلها وأثرها على جودة الرحلة وصلابة الصمود خلال المسير.

يقول عبدالرحمن شكري -رحمه الله- في وصف السعادة بأنها كل شيء، قبل أن تصل يدك إليه ! وأنقل عن أبي الروحي الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- "يحمل الرجلان المتكافئان في القوة الحِمل الواحد، فيشكو هذا ويتذمر؛ فكأنه حَمَل حِملين، ويضحك هذا ويغني؛ فكأنه ما حمل شيئاً ! ويمرض الرجلان المتعادلان في الجسم المرض الواحد، فيتشاءم هذا ويخاف، ويتصور الموت فيكون مع المرض على نفسه فلا ينجو منه، ويصبر هذا ويتفاءل ويتخيل الصحة فتسرع إليه ويسرع إليها." ولنكون أقرب لزاوية الإنسان المهنية وتحدياتها تحدث الكاتب نيدو كوبين عن أسطورة "لحظة المستقبل السحرية"، ووجه نصيحة جوهرية من وجهة نظره للتغلب على هذه الأسطورة من خلال تقنية بسيطة جداً، تتمثل بأن تتعلم أن تستقبل كُل لحظة، كما تأتي إليك... واستخدمها كي تشكل لك مستقبلك، وتذكُر أن الماضي تلاشى للأبد، ويوصي بأن يكون تركيزك الأكبر للحصول على وظيفة جيدة وتحقق مبتغاك، بأن تبذل ما في وسعك بما تملكه الآن !

العوائد

وإن فتشت في طبيعة العمل والوظيفة فهما يحققان للإنسان الكثير من العوائد التي تبعده عن الألم وتعزز طرد الهم، فالعمل والوظيفة ابتداءً هي الممكن لحياة كريمة والباعثة لشعور الإنجاز والحركة والتطور والمعززة لشعور الأهمية والقيمة والتقدير، وفوق ذلك كله فهي بوابة الأنس والوصال مع الناس خصوصا مع تطور وتعاظم الفردانية، وستجد بأنها تُوصلهم لشعور السعادة في أول الطريق ومنتصفه ونهايته، ماعدا بعض الأحوال التي يتكدر فيها هذا النعيم وهذه السعادة وتشن عليه جيوش القلق وجحافل الملل وكتائب اليأس لتحطمه قبل أن ينتصف الطريق، قد تكون طوارئ تغيرات حياته الشخصية وتبدل مشاعره وانحراف بوصلته وأهدافه وغيرها من الأسباب الخارجية والداخلية، وبحكم أن هذه الرحلة المهنية مهمة وسهلة في أول الطريق من بداية السلم الوظيفي وصولاً لأول خطوة في قيادة الفرق أو المسؤوليات الإدارية وقيادة التغيير حيث تتحول الى ألم وغموض وفي أسوء الأحوال حروب.

الهمُ زادك

كلما اشتدت حرارة الهموم العملية كان ذلك دالاً على صدق الرغبة بالإنجاز، منذ بداية الرحلة وزادك الأول سيكون الهم ! نعم فالهموم نتاج كبر المسؤولية وعدم الوضوح وصعوبة المسير كما يقول الرافعي فـ(الهمومُ مُقدماتٌ -في أحيان كثيرة- لنعمٍ مخبوءةٍ)، وكلما قل الهم وتضائل وبهت ضعفت عزيمتك وقل زادك، والهموم هنا ليست في السياق السلبي الدارج والواقع في نطاقات خارج قدراتك والأثر السلبي، بل نتحدث عن ما تريده وتبتغه وتطمح له لكن مشاق الوصول إليه وثمنها هموم متراكمة، فكما لخصها الدكتور مشاري الشثري في كتابه ارتياض العلوم بـ (ليست الخطة العلمية مما يُكتب بمداد الحبر بل إنما تتخلق بعرق الإنجاز)، فجزء من الهموم تذبل في كتابة الخطة فقط وجزء يتبدد بمشاركتها وإعلانها للزملاء والأقران، وسترجع ككرة ثلج مردته في حال لم تتحرك خطوة واحدة للأمام، وهنا أحذر المدراء والإداريين التنفيذيين من الانغماس في الوسائل فترة طويلة قبل البدء بالعمل والتغيير والإنجاز، مثل البحث عن أفضل أداة للإدارة والمقارنة بينهم والبحث عن كتب النقد بين مدارس الإدارة ومناقشة الفروق بين المدير والقائد بشكل مستهلك وتنسى أن العمل والتجربة والمضي قدماً وجمع الدروس المستفادة مدعمة بالوسائل والأدوات هو المغزى.(الأنس بالعمل والإدارة يجب أن يكون أشد من الأنس بالحديث عن العمل والإدارة )

مكان الإنسان من الإدارة وإكسير السعادة

خُلق الكون من أجل الإنسان والثوابت الدينية والعقلية ترشد دائماً الى أن الإنسان هو محور الخلق وغايته. فخلق السماوات والأرض والثوابت الطبيعية والبنية الكيميائية له وللكون وتسخير الحيوان وإلانة الحديد وتذليل العلوم الإنسانية والتطبيقية وصولاً لتسخير الإنسان للإنسان ببناء المنظومات والكيانات الكبرى لتلبية الاحتياجات وإشباع الرغبات، فكل شيء بقدر الله للإنسان ومنه واليه، ليحقق هدفه ورسالته، فيجب أن ننتبه الى ما كل يناقض ذلك من الوصول الى تلبية رغبة الإنسان النهائية عبر سحق انسان آخر على مستوى عملي وإداري، وحينما نركز على الإنسان في وسط أي منظومة كونه ساعي ومجتهد لإتمام وإنجاز مهامه وخلال بحثه عن السعادة وحرصة الإدارة على مكافأته بالعوائد والبيئة المناسبة والصحية، نجد أن سعادة الإنسان المهني في المعنى والإنجاز والوصال مع الآخرين هذه الخلطة هي إكسير السعادة لغالب المنخرطين في السلك المهني بشكل واعي أو غير واعي مقصودٌ أثره من الإدارة أو غير مقصود، فالمعنى والإنجاز جوهران مهمان في القوة الفكرية والنفسية لمن يرغب بأن يدخل معترك القرارات والتغيير وحل المشكلات والإنجاز لتحقيق المنفعة للإنسان النهائي، أضيف لذلك عبارة رنانة تؤكد أهمية جانب الوصال الإنساني خلال الرحلة وهي للأستاذ محمود شاكر "النفس اذا انفردت لم تؤد أعمالها إلا ناقصة معيبة، لأن تمام أعمالها في المشاركة". وملخص ما يؤثر على السعادة خلال الرحلة ما ذكره د. سليمان العبودي في كتابه التامور بأن بواعث الألم المعاصرة بحكم طول وقت العمل هي تنكر الزملاء والمدراء والأقران وتلونهم وقلة وفائهم وكثرة المشاكل وقلة الرعاة والموجهين، وعدم وضوح الإنجاز للمدراء والعموم لتكون الإنجازات غير مرئية، وعلى النقيض شدة وهج الأخطاء وبريقها المعمي، هذه شكوى الجميع إجمالاً حيث أنها تكاد تكون أكثر شكوى معاصرة تهدد السكينة والطمأنينة في الرحلة، بالتالي تمحو وتبدد سعادة ومتعة الرحلة.

لنبدأ بك : المعتقدات والأفكار والمشاعر = جودة حياتك !

أهم الأدوات التي ستساعدك خلال رحلتك "كتنفيذي مسلم معاصر" هي معرفتك بأهمية إدارة المشاعر الشخصية وتسلسها العكسي وما يباغتك منها بشكل يومي ولحظي، والجسد يستجيب حيث أن المشاعر يتبعها أفعال ويسبقها أفكار ومعتقدات وهو ما يعرف بالعلاج المعرفي السلوكي حيث يركز على كيفية تأثير المعتقدات والتي تصنع أفكار تولد مشاعر تؤثر وتخلق أفعال وسلوكيات محددة، ولا خلاف بأهمية صلاح النية والجد والاجتهاد و الخبرة والنضج المعرفي والمهارات الاحترافية لدى الإداريين والتنفيذيين كأدوات وممكنات نجاح أساسية لكن الجوهر الداخلي المتناغم مع هذه الممكنات والأدوات يساهم في زيادة جودة الرحلة وتعظيم الأثر، حيث أن سمة المرحلة الأولى من كل شيء هي الضبابية والغموض وعدم تحديد المعطيات وهذا عدوا الإنسان اللدود، وسنبدأ من مصفوفة الأولويات الحياتية الأساسية وإيمانك بأنك مخلوق ضعيف بحاجة لوضع حدود وأولويات، وبديهي بأن تزداد قوتك ونشاطك واستمرارك في المسير بوضوحها، ومصفوفة الأولويات المساعدة لك بنظري هي :

وهي أحد  أهم خلاصات دكاترة النفس المسلمين في العيادات النفسية خلال سنين طويلة من استقبال الناس من شتى البقاع، والتي تلخص الأولويات في حياة كل انسان والتي تساعده في حياته، هدف ذكر هذه المصفوفة لأهميتها في استدامة عطاءك وطاقتك خلال الرحلة لتكون الأولويات أوضح ومن ثم القرارات أصح بعون الله، حيث أن لا آخر في معادلة حياتك ومهنتك بدون وجودك وقدرتك على التقديم والعطاء والاستمرار، والآخر هنا يقصد بهم كل الناس غيرك بسحب أولوياتهم من أب وأم ومن فوقهم وزوج وزوجة ومن تحتهم، بالإضافة للزملاء والمدراء والجيران والأصدقاء، فلا بر بلا وجودك ولا انجاز مهني بدونك ولا صداقة بلا عطاءك ولا وصل بلا تواصلك معهم، وكل هذه الأعمال العظيمة تحتاج الى طاقة لإتمامها، فأنت أولى بالحقوق والالتزامات تجاه نفسك من نوم وأكل ورياضة وصحة عقلية وروحية وعلم وتعلم، وقد تجد أنها أنانية ولا اتفق مع ذلك بتاتاً بشاهد العقل والمنطق ففاقد الشيء لا يعطيه، ونحولها بأنها أنانية إيجابية تستديم وجودك في الأرض 😊.

والأولى من ذلك خالقنا سبحانه وتعالى وأولوية الالتزام بما أمر والمسير اليه حتى النهاية وهذا يحتاج الى زاد وطاقة أيضاً، أبرز الأمثلة الدارجة فيما يخص سوء التحكيم في المصفوفة الحياتية هي العطاء اللامحدود والغير منطقي بتقديم الآخر ورغباتهم وطلباتهم حد الاحتراق الذاتي أو نفاذ الطاقة ومن ثم التوقف فجأة وعبارات "فلان تغير" أو "فلانة فقدت الشغف" أو "شفيه ذا طفى؟"، ومحاولات الإنعاش الخاطئة بتغيير جوانب غير جوهرية مثل المقابل المالي أو البيئة أو نوعية المشروع، بينما ما يجب تغييره هو شيء عميق بداخله ولا يمكنك تغييره بدون وعي وفهم، من تغيير للمعتقدات والأولويات ولتكون شمعة تضيء لنفسك أولاً ومن ثم تضيء للآخرين، ولا أخفيكم سراً بأن بأن أصعب وأهلك مرحلة في حياتي كانت في محاولة مساعدة كل من حولي بدون فهم هذه النقطة، وكل الناجحين ممن شاهدتهم لديهم مصفوفة أولويات واضحة وقرارات حازمة وفاصل بين ما يوافق عليه وبين ما لا يوافق عليه، وما يقدمه في يومه من أفعال وعادات يقدمها على غيرها.

ولنعود لما تحدثنا عنه في العلاج السلوكي المعرفي حيث يمكن تلخيصه بالتالي :

تجد اتصالاً أو بريداً من مدير مديرك أو من الرئيس التنفيذي أو من أهم عميل لديك، ما هو أول شعور ينقض عليك ؟ وكيف يؤثر على ردة فعلك وما هي الأفكار التي تعتلي عقلك وأخيراً ما هي المعتقدات التي سببت ذلك ؟ قد يكون معتقد متطرف بأن تواصلهم يعني تصعيد أو خلل شخصي بقدراتي، أو معتقد آخر بأن يتم الرد على أي اتصال من المدير أو العميل بشكل فوري بأي وقت وأي ظرف، وفوات الاتصال يعني الإهمال وسوء قدراتك الشخصية و انعدام في مهارات التواصل. والفكرة المجردة بحد ذاتها صحيحة فُهمت بشكل متطرف وتحت سياقات مختلفة، وتأثيرها من توتر أو قلق وغيره سلبي إن استمر، وصدقني ستنضج بالطريقة الصعبة مع الوقت والخبرة والتجربة، مالم تقم بتصحيح المعتقدات والعمل عليها.

الخطوة الأولى : رصد المشاعر

وحيث أننا في مرحلة ورحلة جديدة ومختلفة فنحن بحاجة إما لأدوات جديدة أو لطرق مختلفة لقبول وتطوير ما لدينا من أدوات، ومن أهم الخطوات الأولى هي تحديد وحصر هذه المشاعر بشكل دقيق وتحليل مصادرها من أفكار ومعتقدات والعمل على معالجته خلال رحلتك، وهنا أشارك تجربتي في حصر وتحديد مشاعري بشكل دوري خلال السنوات الماضية عبر أداة بسيطة سرها الإلتزام والاستمرار والسعي للفهم، لالتقاط أسباب المشاعر المتضاربة وعدم الارتياح بشكل عام خلال بداية مساري الإداري وبداية المراحل التنفيذية وهي ببساطة عملية تدوين يومية أقوم بها في بداية اليوم وقبل كل شيء وجزء من هذه التدوينة سؤال يسعى الى التقاط صورة مشاعرية في ذلك اليوم، وهذه التدوينة اليومية تتمثل في ورقة وعدة أسئلة أجيب عليها وهي وليدة العديد من النصائح والتوصيات من كتب وأصدقاء مقربين، وأرفق لكم نسخة منها :

وما يهمنا هنا في حديثنا هي الأسئلة التالية :

· س/ ما هو شعورك اليوم ؟

· مساحة الفضفضة

ويمكنك استخدام أي وسيلة أو أداة لإلتقاط ومتابعة مشاعرك اليومية، سواءً الإيجابية أو السلبية ومساحة للفضفضة ان صح التعبير، وبعد التقاط مشاعرك في اليوم وعلى مستوى مواقفك في العمل سيتكون لديك حوض للمشاعر اليومية بنمط متكرر مرتبط بمواقف معينة تقلل من جودة يومك مثل :
  •  مشاعر احباط، " المشروع ما نجح وشكله موب ناجح ابد"
  • مشاعر قلق، "ان فشلت في العرض على الوزير بيطير منصبي"
  • مشاعر خوف ورهبة، " شكلي منب كفو، فلان يقول أداء الشركة يحتاج اجتهاد أكثر"
  • مشاعر حسرة، "بمكاني الأول كنت مولع ومنجز وش جابني هنا ؟"
  • مشاعر تشتت وارتباك، "هالكيان شكله ما يناسبني بدور مكان ثاني"
  • وغيرها من المشاعر...
وهذه هي الخطوة الأولى، الحصر والجمع مهم كمرحلة أولى فهذا سيزيد من وعيك بنفسك ويسبب التساؤلات وقد تصل للإنكار المؤقت، اقبل نفسك ومشاعرك لتنتقل للخطوة الثانية.

الخطوة الثانية : ما مصدر تلك المشاعر ؟

وهذه الخطوة من الجميل والممتع أخذها مع شريك أو مرشد تثق فيه لتحليلها، والهدف تحليل وفهم المشاعر اللي تداهمك ومصدرها وأسباب شعورك بها وتشربك لها، والهدف هنا في تحديد طرق جديدة للتعامل معها والتخفيف منها بشكل تدريجي والتعايش مع بعضها، وأقتبس من كتاب دليل المدراء بتصرف بأن هناك أربعة مصادر لهذه المشاعر :

  • ضغوطات الدور الجديد ومسؤولياته ( الغموض والصراعات الغير مفهومة والحمل الزائد) :
    التوقعات عالية وحجم العمل كبير ووقت محدود للإنجاز ومعلومات وموارد ذات محدودية مدروسة مسبقاً ومحددة من الإدارة وأحياناً مسؤوليات متضاربة والكثير من الأشخاص وأصحاب المصلحة يتواصلون معك ويتوقعون منك الكثير بالمقابل، الجميع يسحبك في كل الإتجاهات، ومن أهم النصائح في هذه النقطة :
    • خصص لك وقت خاص وهادئ ومنتظم في يومك لإنجاز مهمك وبناء خططك بدون انقطاع وقم بحماية هذا الوقت، كي لا تكون جندي غيرك.
    • اعترف باللي ينقصك مستحيل تكون خبير بكل شيء !وكمل نفسك بفريق يكملك ويكون الفريق قوي بك وتكون قوي بهم.
    •  تعايش مع عدم الكمال، لا يمكن إتمام كل المهام وكل الطلبات وتفاوض ورتب الأولويات بشكل دوري.
  • التعب في رحلة حل المشكلات لك ولغيرك :
    مُرهق شعور المسؤولية المستمر بدون وعي مع الكثير من المشكلات التي ستداهمك من موظفيك ومرؤوسيك ومعاييرك الشخصية فريقك لا يطبقها "وهذا طبيعي"، ومن يأتي الى مكتبك يثيرون ويحفزون شعورك الطبيعي بالخوف والقلق والإحباط برمي المشاكل والهروب، ومن أهم النصائح في هذه النقطة :
    • استوعب بأن اللي يجيك ليس عاجز، أو كسول بل مسؤول يرغب بالمشورة أو الخبرة أو الدعم منك بحدود صلاحيتك.
    • استقبل الجميع وساعدهم بحل التحديات ومناقشتها وتوجيه الإرشاد لهم والسؤال عن محاولاتهم السابقة وضع خطة مباشرة للحل.
    • تدريب نفسك والفريق بمهارات وأدوات حل المشاكل والتفكير النقدي ورفع مستوى "الدبرة"، وليس الاكتفاء بنقل المشكلة وانتظار حبل الحلول.
  • العزلة بعد الانتقال لمنصب المدير أو الانتقال لمقر عمل جديد :
    شعور عدم الانتماء مزعج وذلك بعدم وجود أقران أو مجموعة تتكاتف لتصل للمستهدفات، بالإضافة لحاجة اتخاذ قرارات عكس التيار، ومن أهم النصائح في هذه النقطة بأن تكون عادات اجتماعية تعزز علاقاتك مثل مشاركة المعرفة وقهوة الصباح ومشاركة التحديات واشارك الأقران والزملاء بوضع الحلول.
  • تزييف شخصك الكريم وإظهار نفسك بشكل أفضل:
    وهذا يرفع سقف التوقعات من الآخرين ونفسك اتجاه نفسك، ويخيفك من الأخطاء أكثر ويبعدك عن التعلم والخبرة ويزرع لديك قلق دائم بأنك لست قدوة جيدة ويرميك بمشاعر الإحباط بسبب فشل إدارتك، ومن أهم النصائح في هذه النقطة : شارك تحدياتك، اطلب المساعدة، واعترف بأخطائك، وحدد لك ردة فعل ثابته في أوقات تعبك وارهاقك وارتباكك وانزعاجك بحيث يمكن أن تخرج من أي موقف بأقل ضرر ممكن.

وبعد إتمام الخطوتين سنجد الكثير من المشاعر الغير مفهومة والمعتقدات الغريبة، ابدأ بتحليل الأسباب المتوقعة اجتهد قدر الإمكان في معالجة الفكرة وراء الشعور أو المعتقد في الجذور، وتوكل على الله في رحلة التغيير فلا يمكنك التغيير بيوم وليلة والوعي هو سلاحك الأول في رحلتك، وستكون النتيجة هي رحلة واضحة الهدف مطمئنة وسعيدة وواعية بعون الله.

توجيهات عامة ونصائح :

  • كن واعي ! التوتر العالي والمستمر مدمر
  • لاتهمل نفسك كما اتفقنا، الصحة الروحية والعقلية والجسدية
  • رتب اجازاتك ومحطات الشحن ومضاعفة الأداء
وصولاً الى هنا أكون قد أنهيت محاولتي في مساعدتي في البدء من الداخل وبناء البوصلة والأولويات التي تسهل عليك إعادة تشكيل المعتقدات يكون الطريق سالكاً وواضحاً ولدي الكثير من الأمثلة والقصص التي أرغب في مشاركته معكم سأقوم بتأجيلها لوقت أوسع، لنكمل بعون الله بقية الرحلة الى جزيرة التنفيذيين كمدير جديد أو حالي، القاكم بعون الله في المقالة القادمة.

تحياتي،،

سعود محمد الدهلاوي
تعليقات