حالي كمدير وقائد : مع نفسي، مع الزملاء ومع المنظومة.
أنهينا سوياً الجزء العميق والمتعب في مشوارنا نحو جزيرة التنفيذيين بإنهاء المقالة السابقة، حيث يمكنك الاطلاع عليها من هنا، وهي المرحلة الأولى للتغيير، مع علمي بأن جزءًا منكم لم ينته منها أو لم يقرأها كاملة بعد، وهذا مفهوم بحكم تطلب المحتوى لوقتك وجهدك، واستهداف النفس ومواجهتها وملامسة المعتقدات ومحاولة تأطير المشاعر النفسية وترقيتها كان الهدف، وهذا ليس سهلاً.. أعترف بذلك. حيث إن الأسلم دائماً وبطبيعة الحال "خلها تمشي دامها ماشية" كون الإنسان مفطور على الاقتصاد، والتغيير يتطلب جهداً.وفي الحقيقة لم أُحسن التنبؤ بذلك حيث أنني حرصت على نقل الصورة الشمولية والدقيقة من وجهة نظري دفعة واحدة كالمعالج وكجراحة اليوم الواحد حيث كان الأجدى بأن يتم تقديمها كمرشد وتقسيمها على جرعات، وسعيد جداً بملاحظاتكم ما وصلني منها شفهياً وعبر وسائل التواصل. ولنعد إلى محتوى مقالتنا الثالثة، سنبدأ بتجسيد بيئة العمل ليكون سهلاً تناولها والحديث عنها، بدايةً من البيئة الداخلية والعلاقة بينك وبين نفسك وزملائك(الفريق،الإدارة العليا) والمنظمة كالتالي :

المدير والقائد في البيئة الداخلية بنظري هو جوهر الإنجاز وبوصلة المسير لهدف المنظمة فهو يتوسط الصورة تكليفاً، وليس تشريفاً وتحدثنا سابقاً عن الحالة النفسية والمشاعرية العامة له في المقالة السابقة، والفريق من من الجهة الأخرى هو المحرك الأساسي والمتنامي بالخبرات والأدوات وصنع الأثر حقيقةً، ولا شيء أهم من حسن الاختيار وتلبية كل ما يحتاج إليه من دعم وإرشاد وتوجيه وقيادة فردية وجماعية، يجب أن تلبى من المدير أو القائد بوعي أو من دون وعي، نعم في بعض الأحيان تتم بلا وعي عبر السمات الفطرية لذلك القائد والمدير وبدايتها حسنة ونهايتها مؤسفة إذا كبرت اللقمة، ومن جهة أخرى فالإدارة العليا بخبراتها وتجاربها السابقة وقدرتها الإدارية التنفيذية تمثل النجوم للمسافر تهتدي بها لعموم الطريق تخفت أحياناً، ويشع بريقها أحياناً وذلك بحسب الظروف الزمانية والمكانية، قرب العمران وأنواره وتزاحم المهام، أو الخلاء الخالي وبداية السنة المالية فلا تدع لك النجوم مجالاً للضياع، وأخيراً علاقة الجميع مع المنظومة من ثقافة ومستهدفات وتوقعات أشبه ما تكون بماء البحر المحيط بكل الأجزاء السابقة، من أتقن الإبحار فيه بفن وصل لمستهدفاته المهنية والشخصية وحقق النجاح باختيار التوقيت والوسيلة والطقس المناسبين للتنقل بين أجزاء البيئة الداخلية، ولنجاح هذه العلاقات بنظري لابد من سمات تركز عليها وهي :
" سأستخدم هنا كلمة يجب لبذل الجهد المستطاع والمتنامي لتحقيق هذه السمات "
مع نفسك :
- يجب أن تكون مرتاح :
هل ترتاح مع الغموض وعدم الوضوح وعدم اليقين، تقدر تشتغل بمكان كله تغيير ؟
- يجب أن تكون واعي وعلى معرفة :
هل أنت على دراية ووعي بنفسك، مهاراتك وقدراتك ومسؤولياتك وأعمالك؟
- يجب أن يكون تركيزك حاضر :
هل تركز على المستقبل بشكل دوري، ترجع 25 خطوة للوراء وتراجع الأولويات ؟
- يجب أن تكون حازم :
هل تتخذ قرارات هامة بدون اكتمال المعطيات، تفاوض تقايض تجتهد في الوقت المناسب؟
مع فريقك :
- يجب أن تكون مرتاح :
هل ترتاح مع التنوع في الشخصيات، تقدر تشتغل مع ناس ما يشبهونك بس يكملونك ؟
- يجب أن تكون واعي وعلى معرفة :
هل أنت على دراية ووعي بنفسك، سلوكك ومشاعرك وتأثيرها على فريقك؟
- يجب أن تكون حازم :
هل رؤيتك إيجابية وثابته وقت الاضطراب والارتباك، واثق وحازم بتوجيهاتك ؟
- يجب أن يكون تركيزك حاضر :
هل تركز على اهتمامات فريقك واحتياجاتهم بشكل دوري وفردي، تفهمها وتغذيها ؟
مع الإدارة العليا :
- يجب أن تكون جديراً بالثقة :
هل أفعالك تتوافق مع قيمك وهل تفي بالوعود، تتواصل وتقدم استراتيجياتك ؟
- يجب أن تكون جزءاً من الإدارة العليا :
هل تعمل بشكل جيد مع رئيسك، تفهمه وتتعاون مع الأقران والفرق لنتائج جماعية؟
- يجب أن تكون مؤثراً :
هل تسمع من الجميع، توجد حلول وأرضيات مشتركة وتحالفات وتأثر لتحقيق النتائج ؟
- يجب أن يكون داهيه/عفريت :
هل تعمل بسياسة ودبلوماسية، تفهم الهيكل التنظيمي الغير رسمي والسلطة وكيف يفكر اللاعبين الأساسيين، وكيف تأخذ الدعم اللازم وتحقق المستهدفات ؟
مع المنظمة :
- يجب أن تكون مرن :
هل تفترض دوماً ثبات العوامل الأخرى، الملاك الأهداف التوجهات الظروف ؟
- يجب أن تكون مكان عميلك وشريكك :
هل تشوف شلون عميلك أو شريكك يشوف المنظمة، مزايا وعيوب ؟
- يجب أن لا تتبع القوانين دائمًا:
هل تقف عند كل اجراء يتعارض مع احتياجك، تطلب تغيير أو إعادة نظر او طريق آخر ؟
- يجب أن لا تنسى الإنسان :
لمن كل هذه الأعمال، المنتجات والخدمات والأثر ؟
خاتماً من الجيد أن تستخدم الـ16 نقطة السابقة كخطة تحسين وتطوير لك في بيئتك الداخلية، لتكون حالك مع نفسك ومع الزملاء من فريق عمل وإدارة عليا وغيرهم بالإضافة لحالك مع المنظومة في وضع يحقق لك مستهدفاتك ونموك المستمر بعون الله
سعود
أترك تعليقاً أو اضافة ..